Site icon الميزان

التقرير الشهري للمنظمة التونسية لمناهضة التعذيب – جانفي 2022

التقرير الشهري
جانفي 2022

تـــقديم :
تنشر المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب تقرير شهر جانفي 2022 ومن خلاله وثقت ما توصلت إليه من انتهاكات ووقائع.
إقامة جبرية (1):
تم يوم 31/12/2021 إيقاف السياسي نور الدين البحيري من قبل فرقة أمنية بالزي المدني بجهة المنار شمال تونس العاصمة لما كان على متن سيارته رفقة زوجته.
وقالت وزارة الداخلية أن إيقاف البحيري جاء طبقا للأمر رقم 50 لسنة 1978 المنظمة لحالة الطوارئ الذي يعطي وزير الداخلية صلاحية وضع بعض الأشخاص قيد الإقامة الجبرية ” إذا كانوا يمثلون خطرا على الأمن العام ” . ويذكر أن هذا الإجراء يطبق تحت حالة الطوارئ وهي الحالة التي تعيش تحتها البلاد منذ سنوات.
وقد زارته عائلته بالمستشفى وكذلك عميد المحامين ، كما أدت له الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب وممثلين عن مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بتونس زيارة، وعقدت هيئة الدفاع عن البحيري ندوة صحفية لعرض حالته على وسائل الإعلام.
وطبق مؤتمر صحفي عقده وزير الداخلية فان تقييد حرية البحيري عبر تدابير الإقامة الجبرية جاء على خلفية إسناد الجنسية التونسية وجوازات سفر لفائدة شخصيتين بارزتين . وقالت مصادر سياسية وإعلامية لاحقا أن الأمر يتعلق بقياديين من حركة الإخوان المسلمين بمصر وسوريا وهما يوسف ندا وعلي غالب محمود همت .
وقال محامو البحيري أنهم سيطعنون في القرار أمام القضاء الإداري.

ومن جهة أخرى قالت والدة شهيد الثورة عبد الرؤوف كدوسي انه تم إيقاف ابنها احمد كدوسي يوم 14 جانفي . كما تعرضت العديد من العائلات وامهات الشهداء الى العنف الأمني بمجرد وصولهم الى شارع بورقيبة والشوارع المتفرعة عنه. وقالت والدة الكدوسي انهم تعرضوا الى الدفع بقوة والرش بالماء والتوجه نحوهم بالفاظ بذيئة.
ويوم 18/1/2022 عقدت عائلات الشهداء ومصابي الثورة ندوة صحفية بتونس نددت خلالها بمنع المظاهرات يوم 14 جانفي 2022 والعنف الذي تعرض له المتظاهرون بمن فيهم عائلات الشهداء ومصابي الثورة على ايدي قوات الامن. وطالبت منظمات وجمعيات مدنية وحقوقية باطلاق سراح الموقوفين على ذمة مظاهرات 14 جانفي.

سماع:
بتاريخ 10/1/2022 تم الاستماع الى والد الطفل ضحية الاعتداء الأمني غ. م من قبل تفقدية وزارة الداخلية وتم فتح محضر في الموضوع. وقد اعلم الوالد انه سيتم سماع احد اقاربه بوصفه شاهدا وكذلك سماع الطفل بحضور والده في تاريخ لاحق.
وقال الوالد للمنظمة ان الطفل مازال يعاني من آلام واوجاع على مستوى ذراعه الأيمن الذي أصيب بكسر وركبت له مسامير وصعوبة في تحريك أصابع يده. كما ان ظروفه المادية صعبة جدا.
يذكر ان الطفل غ تعرض الى العنف من قبل دورية امنية بجهة الكرم يوم 6/11/2021.
وفاة مسترابة :

بتاريخ 18/1/2022 فارق الحياة المواطن شكري . م اصيل منطقة الميدة من ولاية نابل بعد ان أدخل مشفى الطاهر المعموري بنابل بقسم العناية المركزة بسبب ما تعرض اليه من تعذيب بمركز الحرس الوطني بالمكان في نوفمبر 2021 . وقد استمع قاضي التحقيق بنابل الى أعوان بالمركز المعني وأبقاهم بحالة سراح .
وذكر محامي العائلة ان موكله ( ش) كان ضحية تعذيب من قبل دورية امنية أدى به الى دخول العناية المركزة ومن ثم فارق الحياة .
وقامت العائلة بمراسلة الجهات القضائية والإدارية المختصة حتى تأخذ العدالة مجراها ولا يؤول الامر الى الإفلات من العقاب.
قضية الضحية سحنون الجوهري:
يوم الخميس 6/1/2022 نظرت الدائرة القضائية المتخصصة في العدالة الانتقالية بتونس في قضية موت الضحية سحنون الجوهري بسبب التعذيب والإهمال الطبي بسجن 9 افريل يوم 26 جانفي 1995 .
وبالجلسة حضرت محامية العائلة رفقة احد أبناء الضحية الذي قال للمحكمة انه يتحوز على رقم هاتف احد الشهود الذين كانوا رفقة والده في السجن وانه يطلب الاستماع اليه. وأيدت محامية العائلة طلب نجل الضحية وطلبت تأجيل القضية لإحضار الشاهد المذكور.
وقررت المحكمة اثر المفاوضة تأجيل النظر في القضية إلى جلسة يوم 12/02/2022 . وكان سحنون الجوهري أوقف في 23 مارس 1993 وتعرض إلى التعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي إلى حين وفاته .
حـكــم:
نظرت الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الابتدائية بتونس في جلستها يوم 24/1/2022 في قضية موقوفي مظاهرات 14 جانفي 2022 ومنهم ستة موقوفين. وقد أفرجت المحكمة عن ثلاث منهم وأبقت الثلاثة الآخرين بحالة إيقاف . أما المحالون بحالة سراح فان عددهم يبلغ 25 شخصا.
ووجهت للمتهمين تهم :

قضية مقتل موظف بوزارة الداخلية تحت التعذيب :
قضية رشاد جعيدان:
بتاريخ 24 جانفي 2022 نظرت الدائرة القضائية المتخصصة في العدالة الانتقالية في قضية تعذيب الضحية رشاد جعيدان أوائل تسعينات القرن الماضي بوزارة الداخلية وداخل سجن 9 افريل .
واكد جعيدان امام الدائرة تعرضه لاعمال التعذيب والتهديد على يد جلادين يعملون تحت امرة مسؤولين سياسيين وامنيين رفيعي المستوى شملتهم الشكوى.
ولم يحضر الجلسة سوى اطار امني واحد. في حين تغيب البقية ، وهو ما دعا لسان دفاع الضحية الى مطالبة المحكمة بتنفيذ بطاقات جلب المنسوب اليهم الانتهاكات او وضع املاكهم تحت الائتمان طبق الفصل 141 من مجلة الإجراءات الجزائية .
وقال جعيدان ان غايته ليست التشفي من احد بل معرفة الحقيقة وإعلانها امام الراي العام حتى لا تتكرر ممارسات التعذيب في المستقبل.
وانكر المنسوب اليه الانتهاك الحاضر بالجلسة ما نسب اليه من ممارسات وقال انه لم يقابل الضحية ولا يعرفه ولم يامر بتعذيبه.
وقررت المحكمة تأجيل النظر في القضية لاحضار باقي المنسوب اليهم الانتهاكات واستنطاقهم وتلقي مرافعات محاميهم وكذلك تلقي طلبات القائم بالحق المدني.