جامعة ييل أول جامعة تمنح الدكتوراة في الولايات المتحدة الأمريكية في 1861
منحت جامعة لاسابيانزا بروما الدكتوراه الفخرية للرئيس قيس سعيّد وألقى رئيس الدولة بالمناسبة محاضرة عن ”القانون والإسلام” وقد أثار هذا النقاش الكثير من التساؤل حول ماهية الدكتوراه الفخرية.
الدكتوراه الفخرية هي شهادة بدون رسالة أو مناقشة وتعطى للشخص تقديرا لجهوده في مجالات معينة.
يمكن منح درجة دكتوراه “شرفيّة” لشخصيات معينة كتعبير عن الشكر أو العرفان بالجميل أو الإنجازات العلمية أو الاجتماعية، وذلك حتى لو لم يكن الحائز عليها ذا تكوين أكاديمي. في ألمانيا مثلاً مُنح هذا اللقب لفرديناند بورشه، وفي مصر منح لسوزان مبارك، وحتى يميز عن الدكتوراه العادية يضاف اليه الحرفان h.c. أي honoris causa. ويمكن للشخص أن يحصل على أكثر من درجة دكتوراه واحدة.
يعتبر منح شهادة الدكتوراه الفخرية لشخصية ما تكريماً مميزاً للشخص وللمؤسسة التعليمية المانحة على حد سواء. ومن الطبيعي أن يكون هذا الامتياز محصوراً بالمؤسسات التربوية العريقة في أي بلد، علماً انه يفترض بالجامعة التي تمنح الدكتوراه الفخرية ان تكون قد حصلت على ترخيص بمنح درجة الدكتوراه العلمية، وبعد سنوات من منحها هذا النوع من الشهادات العلمية التخصصية يحق لها ان تمنح الدكتوراه الفخرية. الدكتوراه الفخرية لقب أكاديمي تكريمي، وليست مرتبة علمية، ومنحها مرتبط بالشروط والمعايير الآتية:
يعود تاريخ منح الدكتوراه الفخرية إلى العصور الوسطى، والشخص الأول الذي نالها هو أسقف سالزبوري. وهناك نموذجان للدكتوراه الفخرية:
الأول النموذج الأوروبي:- ويمنح عدداً محدداً سنوياً بتقاليد جامعية، الدكتوراه لشخصيات قد تكون حاملة دكتوراه علمية أو أخرى متميزة علمياً أو ثقافياً أو فنياً على أي صعيد من الصعد. وفي نظام كهذا لا يستحسن عادة اعطاء الدكتوراه الفخرية لشخصيات تلعب دوراً سياسياً أو قيادياً ما زالت على رأس السلطة.
ووفقاً لهذا المفهوم عندما تعطى الدكتوراه لشخصية متميزة، فإنها تكون تكريماً لهذه الشخصية بمنحه لقب دكتور يستطيع أن يمارس التدريس فيها، كما تمنح الدكتوراه التكريم للمؤسسة بانضمام شخصية كهذه إليها كعضو فيها، وهكذا يكون التكريم متبادلا. أما النموذج الثاني فهو النظام الأميركي، الذي يمنح درجة الدكتوراه الفخرية في أغلبية جامعات الولايات المتحدة الأميركية وأرقاها وأكثرها أهمية في العالم لشخصيات تساهم في دعم الجامعة مالياً، أحياناً بتسميتها في مجلس الامناء، وأحياناً أخرى في منحها لقب الدكتوراه الفخرية.
الدكتوراه الفخرية هي مسألة اعطاء شخصيات لم تتمكن من متابعة تحصيلها الاكاديمي الكلاسيكي، وتركت اثراً ونتاجاً أهم بكثير من عدد من الأطروحات بإعطائها هذه القيمة التي تستحق علمياً، إذ ان قيمة الإنسان العلمية ليست بلقب الدكتوراه الاكاديمي الذي يحصل عليه بل بنتاجه المعرفي والثقافي والسياسي والاقتصادي وبدوره في الحياة. لذا هي عملية تكريم للشخص والمؤسسة التربوية المانحة، معنوياً، والدكتوراه الفخرية هي مسألة تقدير واعتراف بالجهود والأعمال التي قدمها المكرّم أو سيقدمها للمجتمع أو لمؤسسات في المجتمع، منها المؤسسات التعليمية.اما الفارق فهو كبير ما بين الشهادتين، إذ ان المكرّم لن يتقدم إلى وظيفة وفقاً لدرجة الدكتوراه الفخرية التي يحملها. لكن في المجتمع يستطيع حامل الدكتوراه الفخرية القول كرّمتني الجامعة الفلانية اعترافاً بالخدمات التي قدّمتها في أي حقل من الحقول.وعليه فان الدكتوراة الفخرية هي درجة تكريمية وليست اكاديمية.
يحق لمن منح الدكتوراة الفخرية من الجامعات والمؤسسات العلمية العريقة سحبها ممن كرمتهم بمنحتهم إياها، وبالتالي فأن للجامعات حق نزع الدرجة من المكرم ( كما فعلت جامعة الخرطوم مع العقيد معمر القذافي الذي كان قد منح الدرجة نتيجة لمساهمته في بناء قاعة محاضرات موجودة إلى الآن في الجامعة ) وكما عملت الجامعات المصرية بسحب الدكتوراة من السيدة سوزان مبارك مما يؤكد انها ليست درجة مرجعية.